Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 71-72)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا خطاب لسائر الخلائق ، برهم وفاجرهم ، مؤمنهم وكافرهم ، أنه ما منهم من أحد ، إلا سيرد النار ، حكماً حتمه الله على نفسه ، وأوعد به عباده ، فلا بد من نفوذه ، ولا محيد عن وقوعه . واختلف في معنى الورود ، فقيل : ورودها ، حضورها للخلائق كلهم ، حتى يحصل الانزعاج من كل أحد ، ثم بَعْدُ ، ينجي الله المتقين . وقيل : ورودها ، دخولها ، فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً . وقيل : الورود ، هو المرور على الصراط ، الذي هو على متن جهنم ، فيمر الناس على قدر أعمالهم ، فمنهم من يمر كلمح البصر ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل ، وكأجاويد الركاب ، ومنهم من يسعى ، ومنهم من يمشي مشياً ، ومنهم من يزحف زحفاً ، ومنهم من يخطف فيلقى في النار ، كُلٌّ بحسب تقواه ، ولهذا قال : { ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الله تعالى بفعل المأمور ، واجتناب المحظور { وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ } أنفسهم بالكفر والمعاصي { فِيهَا جِثِيّاً } وهذا بسبب ظلمهم وكفرهم ، وجب لهم الخلود ، وحق عليهم العذاب ، وتقطعت بهم الأسباب .