Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 111-112)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : قال اليهود : لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً وقالت النصارى : لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى ، فحكموا لأنفسهم بالجنة وحدهم ، وهذا مجرد أماني غير مقبولة إلا بحجة وبرهان ، فأتوا بها إن كنتم صادقين ، وهكذا كل من ادعى دعوى لا بد أن يقيم البرهان على صحة دعواه ، وإلا فلو قلبت عليه دعواه ، وادعى مدعٍ عكس ما ادعى بلا برهان لكان لا فرق بينهما ، فالبرهان هو الذي يصدق الدعاوى أو يكذبها ، ولما لم يكن بأيديهم برهان عُلِمَ كذبهم بتلك الدعوى . ثم ذكر تعالى البرهان الجلي العام لكل أحد ، فقال : { بَلَىٰ } أي : ليس بأمانيكم ودعاويكم ، ولكن { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ } أي : أخلص لله أعماله ، متوجهاً إليه بقلبه ، { وَهُوَ } مع إخلاصه { مُحْسِنٌ } في عبادة ربه ، بأن عبده بشرعه ، فأولئك هم أهل الجنة وحدهم . فلهم أجرهم عند ربهم وهو الجنة بما اشتملت عليه من النعيم ، { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } فحصل لهم المرغوب ، ونجوا من المرهوب . ويفهم منها أن من ليس كذلك ، فهو من أهل النار الهالكين ، فلا نجاة إلا لأهل الإخلاص للمعبود ، والمتابعة للرسول .