Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 171-171)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لمَّا بيّن تعالى عدم انقيادهم لما جاءت به الرسل ، وردهم لذلك بالتقليد ، علم من ذلك أنهم غير قابلين للحق ولا مستجيبين له ، بل كان معلوماً لكل أحد أنهم لن يزولوا عن عنادهم ، أخبر تعالى أن مثلهم عند دعاء الداعي لهم إلى الإيمان كمثل البهائم التي ينعق لها راعيها ، وليس لها علم بما يقول راعيها ومناديها ، فهم يسمعون مجرد الصوت الذي تقوم به عليهم الحجة ، ولكنهم لا يفقهونه فقهاً ينفعهم ، فلهذا كانوا صماً لا يسمعون الحق سماع فهم وقبول ، عمياً لا ينظرون نظر اعتبار ، بكماً فلا ينطقون بما فيه خير لهم . والسبب الموجب لذلك كله أنه ليس لهم عقل صحيح ، بل هم أسفه السفهاء ، وأجهل الجهلاء . فهل يستريب العاقل ، أن من دعي إلى الرشاد ، وذيد عن الفساد ، ونهي عن اقتحام العذاب ، وأمر بما فيه صلاحه وفلاحه وفوزه ونعيمه ، فعصى الناصح وتولى عن أمر ربه ، واقتحم النار على بصيرة ، واتبع الباطل ، ونبذ الحق - أن هذا ليس له مسكة من عقل ، وأنه لو اتصف بالمكر والخديعة والدهاء فإنه من أسفه السفهاء .