Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 42-44)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى - ذاكراً عجز هؤلاء ، الذين اتخذوا من دونه آلهة ، وأنهم محتاجون مضطرون إلى ربهم الرحمن ، الذي رحمته ، شملت البرَّ والفاجر ، في ليلهم ونهارهم - فقال : { قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم } أي : يحرسكم ويحفظكم { بِٱلْلَّيْلِ } إذ كنتم نائمين على فرشكم ، وذهبت حواسكم { وَٱلنَّهَارِ } وقت انتشاركم وغفلتكم { مِنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } أي : بدله غيره ، أي : هل يحفظكم أحد غيره ؟ لا حافظ إلا هو . { بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ } فلهذا أشركوا به ، وإلا فلو أقبلوا على ذكر ربهم ، وتلقوا نصائحه ، لهُدوا لرشدهم ، ووُفِّقُوا في أمرهم . { أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِّن دُونِنَا } أي : إذا أردناهم بسوء ، هل من آلهتهم من يقدر على منعهم من ذلك السوء ، والشر النازل بهم ؟ ؟ { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلاَ هُمْ مِّنَّا يُصْحَبُونَ } أي : لا يعانون على أمورهم من جهتنا ، وإذا لم يعانوا من الله ، فهم مخذولون في أمورهم ، لا يستطيعون جلب منفعة ، ولا دفع مضرة . والذي أوجب لهم استمرارهم على كفرهم ، وشركهم قوله : { بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } أي : أمددناهم بالأموال والبنين ، وأطلنا أعمارهم ، فاشتغلوا بالتمتع بها ، ولهَوا بها عما له خلقوا ، وطال عليهم الأمد ، فقست قلوبهم ، وعظم طغيانهم ، وتغلظ كفرانهم ، فلو ألفتوا أنظارهم إلى مَنْ عن يمينهم وعن يسارهم من الأرض ، لم يجدوا إلا هالكاً ، ولم يسمعوا إلا صوت ناعية ، ولم يحسوا إلا بقرون متتابعة على الهلاك ، وقد نصب الموت في كل طريق لاقتناص النفوس الأشراك ، ولهذا قال : { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ } أي : بموت أهلها وفنائهم ، شيئاً فشيئاً ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ، فلو رأوا هذه الحالة لم يغتروا ويستمروا على ما هم عليه . { أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } الذين بوسعهم الخروج عن قدر الله ؟ وبطاقتهم الامتناع عن الموت ؟ فهل هذا وصفهم حتى يغتروا بطول البقاء ؟ أم إذا جاءهم رسول ربهم لقبض أرواحهم أذعنوا وذلوا ، ولم يظهر منهم أدنى ممانعة ؟