Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 98-103)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : إنكم أيها العابدون مع الله آلهة غيره { حَصَبُ جَهَنَّمَ } أي : وقودها وحطبها { أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } وأصنامكم . والحكمة في دخول الأصنام النار ، وهي جماد لا تعقل ، وليس عليها ذنب ، بيان كذب من اتخذها آلهة ، وليزداد عذابهم ، فلهذا قال : { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا } وهذا كقوله تعالى : { لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ } [ النحل : 39 ] وكل من العابدين والمعبودين فيها خالدون ، لا يخرجون منها ، ولا ينتقلون عنها . { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } من شدة العذاب { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } صم بكم عمي ، أولا يسمعون من الأصوات غير صوتها ، لشدة غليانها واشتداد زفيرها وتغيظها . ودخول آلهة المشركين النار ، إنما هو الأصنام ، أو من عُبِدَ ، وهو راض بعبادته ، وأما المسيح ، وعزير ، والملائكة ونحوهم ، ممن عبد من الأولياء ، فإنهم لا يعذبون فيها ، ويدخلون في قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } أي : سبقت لهم سابقة السعادة في علم الله ، وفي اللوح المحفوظ وفي تيسيرهم في الدنيا لليسرى والأعمال الصالحة . { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا } أي : عن النار { مُبْعَدُونَ } فلا يدخلونها ، ولا يكونون قريباً منها ، بل يبعدون عنها غاية البعد ، حتى لا يسمعوا حسيسها ، ولا يروا شخصها . { وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } من المآكل ، والمشارب ، والمناكح والمناظر ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، مستمر لهم ذلك ، يزداد حسنه على الأحقاب ، { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } أي : لا يقلقهم إذا فزع الناس أكبر فزع ، وذلك يوم القيامة ، حين تقرب النار ، تتغيظ على الكافرين والعاصين فيفزع الناس لذلك الأمر وهؤلاء لا يحزنهم ، لعلمهم بما يقدمون عليه ، وأن الله قد أمنهم مما يخافون . { وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } إذا بعثوا من قبورهم ، وأتوا على النجائب وفداً لنشورهم ، مهنئين لهم قائلين : { هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } فلْيَهْنِكُم ما وعدكم الله ، وليعظم استبشاركم بما أمامكم من الكرامة ، وليكثر فرحكم وسروركم بما أمنكم الله من المخاوف والمكاره .