Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 11-13)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : ومن الناس من هو ضعيف الإيمان ، لم يدخل الإيمان قلبه ، ولم تخالطه بشاشته ، بل دخل فيه ، إما خوفاً ، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن ، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ } أي : إن استمر رزقه رغداً ، ولم يحصل له من المكاره شيء ، اطمأن بذلك الخير ، لا بإيمانه . فهذا ، ربما أن الله يعافيه ، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه ، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } من حصول مكروه ، أو زوال محبوب { ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ } أي : ارتد عن دينه ، { خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ } أما في الدنيا ، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأساً لماله ، وعوضاً عما يظن إدراكه ، فخاب سعيه ، ولم يحصل له إلا ما قسم له ، وأما الآخرة ، فظاهر ، حرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض ، واستحق النار ، { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } أي : الواضح البين . { يَدْعُواْ } هذا الراجع على وجهه { مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ } وهذا صفة كل مدعو ومعبود من دون الله ، فإنه لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً ، { ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } الذي قد بلغ في البعد إلى حد النهاية ، حيث أعرض عن عبادة النافع الضار ، الغني المغني ، وأقبل على عبادة مخلوق مثله أو دونه ، ليس بيده من الأمر شيء ، بل هو إلى حصول ضد مقصوده أقرب ، ولهذا قال : { يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ } فإن ضرره في العقل والبدن والدنيا والآخرة معلوم { لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ } أي : هذا المعبود { وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ } أي : القرين الملازم على صحبته ، فإن المقصود من المولى والعشير ، حصول النفع ، ودفع الضرر ، فإذا لم يحصل شيء من هذا ، فإنه مذموم ملوم .