Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 53-54)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن حالة المتخلفين عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد من المنافقين ، ومن في قلوبهم مرض وضعف إيمان أنهم يقسمون بالله ، { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ } فيما يستقبل ، أو لئن نصصت عليهم حين خرجت { لَيَخْرُجُنَّ } والمعنى الأول أولى . قال الله - راداً عليهم - : { قُل لاَّ تُقْسِمُواْ } أي : لا نحتاج إلى إقسامكم ولا إلى أعذاركم ، فإن الله قد نبأنا من أخباركم ، وطاعتكم معروفة ، لا تخفى علينا ، قد كنا نعرف منكم التثاقل والكسل من غير عذر ، فلا وجه لعذركم وقسمكم ، إنما يحتاج إلى ذلك ، من كان أمره محتملاً وحاله مشتبهة ، فهذا ربما يفيده العذر براءة ، وأما أنتم فكلا ولما ، وإنما ينتظر بكم ويخاف عليكم حلول بأس الله ونقمته ، ولهذا توعدهم بقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } فيجازيكم عليها أتم الجزاء ، هذه حالهم في نفس الأمر ، وأما الرسول عليه الصلاة والسلام ، فوظيفته أن يأمركم وينهاكم ، ولهذا قال : { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن } امتثلوا ، كان حظكم وسعادتكم ، وإن { تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ } من الرسالة ، وقد أداها . { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ } من الطاعة ، وقد بانت حالكم وظهرت ، فبان ضلالكم وغيكم واستحقاقكم العذاب . { وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ } إلى الصراط المستقيم ، قولاً وعملاً ، فلا سبيل لكم إلى الهداية إلا بطاعته ، وبدون ذلك ، لا يمكن ، بل هو محال . { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } أي : تبليغكم البين الذي لا يُبْقي لأحد شكاً ولا شبهة ، وقد فعل صلى الله عليه وسلم ، بلغ البلاغ المبين ، وإنما الذي يحاسبكم ويجازيكم هو الله تعالى ، فالرسول ليس له من الأمر شيء ، وقد قام بوظيفته .