Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 56-57)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يأمر تعالى بإقامة الصلاة ، بأركانها وشروطها وآدابها ، ظاهراً وباطناً ، وبإيتاء الزكاة من الأموال التي استخلف الله عليها العباد ، وأعطاهم إياها ، بأن يؤتوها الفقراء وغيرهم ، ممن ذكرهم الله لمصرف الزكاة ، فهذان أكبر الطاعات وأجلهما ، جامعتان لحقه وحق خلقه ، للإخلاص للمعبود ، وللإحسان إلى العبيد ، ثم عطف عليهما الأمر العام ، فقال : { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه { مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } [ النساء : 80 ] { لَعَلَّكُمْ } حين تقومون بذلك { تُرْحَمُونَ } فمن أراد الرحمة ، فهذا طريقها ، ومن رجاها من دون إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وإطاعة الرسول ، فهو مُتمنِّ كاذب ، وقد منته نفسه الأماني الكاذبة . { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ } فلا يغررك ما مُتِّعوا به في الحياة الدنيا ، فإن الله ، وإن أمهلهم فإنه لا يهملهم { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } [ لقمان : 24 ] . ولهذا قال هنا : { وَمَأْوَٰهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } أي : بئس المآل ، مآل الكافرين ، مآل الشر والحسرة والعقوبة الأبدية .