Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 48-50)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : هو وحده الذي رحم عباده ، وأدر عليهم رزقه ، بأن أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته ، وهو : المطر فثار بها السحاب ، وتألف ، وصار كسفاً ، وألقحته ، وأدرته بإذن آمرها ، والمتصرف فيها ، ليقع استبشار العباد بالمطر قبل نزوله ، وليستعدوا له قبل أن يفاجئهم دفعة واحدة . { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً } يطهر من الحدث والخبث ، ويطهر من الغش والأدناس ، وفيه بركة من بركته ، أنه أنزله ليحيي به بلدة ميتاً ، فتختلف أصناف النوابت والأشجار فيها ، مما يأكل الناس والأنعام . { وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً } أي : نسقيكموه ، أنتم وأنعامكم ، أليس الذي أرسل الرياح المبشرات ، وجعلها في عملها متنوعات ، وأنزل من السماء ماء طهوراً مباركاً ، فيه رزق العباد ورزق بهائمهم ، هو الذي يستحق أن يعبد وحده ، ولا يشرك معه غيره ؟ ولما ذكر تعالى هذه الآيات العيانية المشاهدة ، وصرفها للعباد ليعرفوه ويشكروه ويذكروه ، مع ذلك أبي أكثر الخلق إلا كفوراً ، لفساد أخلاقهم وطبائعهم .