Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 217-220)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أعظم مساعد للعبد على القيام بما أمر به ، الاعتماد على ربه ، والاستعانة بمولاه على توفيقه للقيام بالمأمور ، فلذلك أمر الله تعالى بالتوكل عليه ، فقال : { وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } والتوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار ، مع ثقته به ، وحسن ظنه بحصول مطلوبه ، فإنه عزيز رحيم ، بعزته يقدر على إيصال الخير ودفع الشر عن عبده ، وبرحمته به يفعل ذلك . ثم نبهه على الاستعانة باستحضار قرب الله ، والنزول في منزل الإحسان فقال : { ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } أي : يراك في هذه العبادة العظيمة ، التي هي الصلاة ، وقت قيامك ، وتقلبك راكعاً وساجداً خصها بالذكر ، لفضلها وشرفها ، ولأن من استحضر فيها قرب ربه ، خشع وذل ، وأكملها ، وبتكميلها يكمل سائر عمله ، ويستعين بها على جميع أموره . { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لسائر الأصوات ، على اختلافها وتشتتها وتنوعها ، { ٱلْعَلِيمُ } الذي أحاط بالظواهر والبواطن ، والغيب والشهادة . فاستحضار العبد رؤية الله له في جميع أحواله ، وسمعه لكل ما ينطق به ، وعلمه بما ينطوي عليه قلبه ، من الهم والعزم والنيات ، مما يعينه على منزلة الإحسان .