Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 91-93)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : قل لهم يا محمد { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } أي : مكة المكرمة التي حرمها وأنعم على أهلها ، فيجب أن يقابلوا ذلك بالشكر والقبول . { وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ } من العلويات والسفليات ، أتى به لئلا يتوهم اختصاص ربوبيته بالبيت وحده . { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } أي : أبادر إلى الإسلام ، وقد فعل صلى الله عليه وسلم ، فإنه أول هذه الأمة إسلاماً ، وأعظمها استسلاماً ، { وَ } أمرت أيضاً { أَنْ أَتْلُوَاْ } عليكم { ٱلْقُرْآنَ } لتهتدوا به وتقتدوا وتعلموا ألفاظه ومعانيه ، فهذا الذي عليَّ وقد أديته ، { فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } نفعه يعود عليه ، وثمرته عائدة إليه { وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } وليس بيدي من الهداية شيء . { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ } الذي له الحمد في الأولى والآخرة ، ومن جميع الخلق ، خصوصاً أهل الاختصاص والصفوة من عباده ، فإن الذي ينبغي أن يقع منهم من الحمد والثناء على ربهم ، أعظم مما يقع من غيرهم ، لرفعة درجاتهم وكمال قربهم منه ، وكثرة خيراته عليهم . { سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } معرفة تدلكم على الحق والباطل ، فلا بد أن يريكم من آياته ما تستنيرون به في الظلمات . { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ } [ الأنفال : 42 ] . { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } بل قد علم ما أنتم عليه من الأعمال والأحوال ، وعلم مقدار جزاء تلك الأعمال ، وسيحكم بينكم حكماً تحمدونه عليه ، ولا يكون لكم حجةً بوجه من الوجوه عليه .