Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 53-55)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن جهل المكذبين للرسول وما جاء به ، وأنهم يقولون - استعجالاً للعذاب ، وزيادة تكذيب - { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ يونس : 48 ] ؟ يقول تعالى : { وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى } مضروب لنزوله ، ولم يأت بعد ، { لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ } بسبب تعجيزهم لنا وتكذيبهم الحق ، فلو آخذناهم بجهلهم ، لكان كلامهم أسرع لبلائهم وعقوبتهم ، ولكن - مع ذلك - فلا يستبطئون نزوله ، فإنه سيأتيهم { بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } . فوقع كما أخبر اللّه تعالى ، لما قدموا لـ " بدر " بطرين مفاخرين ، ظانين أنهم قادرون على مقصودهم ، فأهانهم اللّه ، وقتل كبارهم ، واستوعب جملة أشرارهم ، ولم يبق فيهم بيت إلا أصابته تلك المصيبة ، فأتاهم العذاب من حيث لم يحتسبوا ، ونزل بهم وهم لا يشعرون . هذا ، وإن لم ينزل عليهم العذاب الدنيوي ، فإن أمامهم العذاب الأخروي ، الذي لا يخلص منهم أحد منه ، سواء عوجل بعذاب الدنيا أو أمهل . { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } ليس لهم عنها معدل ولا متصرف ، قد أحاطت بهم من كل جانب ، كما أحاطت بهم ذنوبهم وسيئاتهم وكفرهم ، وذلك العذاب ، هو العذاب الشديد . { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } فإن أعمالكم انقلبت عليكم عذاباً ، وشملكم العذاب كما شملكم الكفر والذنوب .