Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 5-6)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني : يا أيها المحب لربه ، المشتاق لقربه ولقائه ، المسارع في مرضاته ، أبشر بقرب لقاء الحبيب ، فإنه آت ، وكل آت إنما هو قريب ، فتزود للقائه ، وسر نحوه ، مستصحباً الرجاء ، مؤملاً الوصول إليه ، ولكن ، ما كل مَنْ يَدَّعِي يُعْطَى بدعواه ، ولا كل مَنْ تمنى يعطى ما تمناه ، فإن اللّه سميع للأصوات ، عليم بالنيات ، فمَنْ كان صادقاً في ذلك أناله ما يرجو ، ومَنْ كان كاذباً لم تنفعه دعواه ، وهو العليم بمن يصلح لحبه ومَنْ لا يصلح . { وَمَن جَاهَدَ } نفسه وشيطانه ، وعدوه الكافر ، { فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } لأن نفعه راجع إليه ، وثمرته عائدة إليه ، واللّه غني عن العالمين ، لم يأمرهم بما أمرهم به لينتفع به ، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بُخْلاً عليهم . وقد علم أن الأوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها إلى جهاد ، لأن نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير ، وشيطانه ينهاه عنه ، وعدوه الكافر يمنعه من إقامة دينه ، كما ينبغي ، وكل هذا معارضات تحتاج إلى مجاهدات وسعي شديد .