Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 137-138)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذه الآيات الكريمات ، وما بعدها في قصة " أحد " يعزي تعالى عباده المؤمنين ويسليهم ، ويخبرهم أنه مضى قبلهم أجيال وأمم كثيرة ، امتحنوا ، وابتلي المؤمنون منهم بقتال الكافرين ، فلم يزالوا في مداولة ومجاولة ، حتى جعل الله العاقبة للمتقين ، والنصر لعباده المؤمنين ، وآخر الأمر حصلت الدولة على المكذبين ، وخذلهم الله بنصر رسله وأتباعهم . { فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } بأبدانكم وقلوبكم { فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } فإنكم لا تجدونهم إلا معذبين بأنواع العقوبات الدنيوية ، قد خوت ديارهم ، وتبين لكل أحد خسارهم ، وذهب عزهم وملكهم ، وزال بذخهم وفخرهم ، أفليس في هذا أعظم دليل ، وأكبر شاهد على صدق ما جاءت به الرسل ؟ ! ! وحكمة الله التي يمتحن بها عباده ، ليبلوهم ويتبين صادقهم من كاذبهم ، ولهذا قال تعالى : { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ } أي : دلالة ظاهرة ، تبين للناس الحق من الباطل ، وأهل السعادة من أهل الشقاوة ، وهو الإشارة إلى ما أوقع الله بالمكذبين . { وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } لأنهم هم المنتفعون بالآيات فتهديهم إلى سبيل الرشاد ، وتعظهم وتزجرهم عن طريق الغي ، وأما باقي الناس فهي بيان لهم ، تقوم [ به ] عليهم الحجة من الله ، ليهلك من هلك عن بينة . ويحتمل أن الإشارة في قوله : { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ } للقرآن العظيم ، والذكر الحكيم ، وأنه بيان للناس عموماً ، وهدًى وموعظة للمتقين خصوصاً ، وكلا المعنيين حق .