Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 176-177)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على الخلق ، مجتهداً في هدايتهم ، وكان يحزن إذا لم يهتدوا ، قال الله تعالى : { وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ } من شدة رغبتهم فيه ، وحرصهم عليه { إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } فالله ناصر دينه ، ومؤيد رسوله ، ومنفذ أمره من دونهم ، فلا تبالهم ولا تحفل بهم ، إنما يضرون ويسعون في ضرر أنفسهم ، بفوات الإيمان في الدنيا ، وحصول العذاب الأليم في الأخرى ، من هوانهم على الله وسقوطهم من عينه ، وإرادته أن لا يجعل لهم نصيباً في الآخرة من ثوابه . خذلهم فلم يوفقهم لما وفق له أولياءه ومن أراد به خيراً ، عدلاً منه وحكمة ، لعلمه بأنهم غير زاكين على الهدى ، ولا قابلين للرشاد ، لفساد أخلاقهم وسوء قصدهم . ثم أخبر أن الذين اختاروا الكفر على الإيمان ، ورغبوا فيه رغبة من بذل ما يحب من المال ، في شراء ما يحب من السلع { لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } بل ضرر فعلهم يعود على أنفسهم ، ولهذا قال : { وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وكيف يضرون الله شيئا ، وهم قد زهدوا أشد الزهد في الإيمان ، ورغبوا كل الرغبة بالكفر بالرحمن ؟ ! فالله غني عنهم ، وقد قيض لدينه من عباده الأبرار الأزكياء سواهم ، وأعد له - ممن ارتضاه لنصرته - أهل البصائر والعقول ، وذوي الألباب من الرجال الفحول ، قال الله تعالى : { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } [ الإسراء : 107 ] الآيات .