Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 183-184)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن حال هؤلاء المفترين القائلين : { إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا } أي : تقدم إلينا وأوصى ، { أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ } فجمعوا بين الكذب على الله ، وحصر آية الرسل بما قالوه ، من هذا الإفك المبين ، وأنهم إن لم يؤمنوا برسول لم يأتهم بقربان تأكله النار ، فهم - في ذلك - مطيعون لربهم ، ملتزمون عهده ، وقد علم أن كل رسول يرسله الله ، يؤيده من الآيات والبراهين ، ما على مثله آمن البشر ، ولم يقصرها على ما قالوه ، ومع هذا فقد قالوا إفكاً لم يلتزموه ، وباطلاً لم يعملوا به ، ولهذا أمر الله رسوله أن يقول لهم : { قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِٱلْبَيِّنَاتِ } الدالات على صدقهم { وَبِٱلَّذِي قُلْتُمْ } بأن أتاكم بقربان تأكله النار { فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي : في دعواهم الإيمان برسول يأتي بقربان تأكله النار ، فقد تبين بهذا كذبهم ، وعنادهم وتناقضهم . ثم سلّى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال : { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } أي : هذه عادة الظالمين ، ودأبهم الكفر بالله ، وتكذيب رسل الله وليس تكذيبهم لرسل الله ، عن قصور ما أتوا به ، أو عدم تبين حجة ، بل قد { جَآءُوا بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي : الحجج العقلية ، والبراهين النقلية ، { وَٱلزُّبُرِ } أي : الكتب المزبورة المنزلة من السماء ، التي لا يمكن أن يأتي بها غير الرسل . { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } للأحكام الشرعية ، وبيان ما اشتملت عليه من المحاسن العقلية ، ومنير أيضا للأخبار الصادقة ، فإذا كان هذا عادتهم في عدم الإيمان بالرسل ، الذين هذا وصفهم ، فلا يحزنك أمرهم ، ولا يهمنك شأنهم .