Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 196-198)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذه الآية المقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا ، وتنعمهم فيها ، وتقلبهم في البلاد بأنواع التجارات والمكاسب واللذات ، وأنواع العز ، والغلبة في بعض الأوقات ، فإن هذا كله { مَتَاعٌ قَلِيلٌ } ليس له ثبوت ولا بقاء ، بل يتمتعون به قليلاً ويعذبون عليه طويلاً هذه أعلى حالة تكون للكافر ، وقد رأيت ما تؤول إليه . وأما المتقون لربهم ، المؤمنون به - فمع ما يحصل لهم من عز الدنيا ونعيمها { لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } . فلو قدر أنهم في دار الدنيا ، قد حصل لهم كل بؤس وشدة ، وعناء ومشقة ، لكان هذا بالنسبة إلى النعيم المقيم ، والعيش السليم ، والسرور والحبور ، والبهجة نزراً يسيراً ، ومنحة في صورة محنة ، ولهذا قال تعالى : { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ } وهم الذين برت قلوبهم ، فبرت أقوالهم وأفعالهم ، فأثابهم البر الرحيم من بره أجراً عظيماً ، وعطاءً جسيماً ، وفوزاً دائماً .