Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 61-63)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : { فَمَنْ } جادلك { حَآجَّكَ } في عيسى عليه السلام وزعم أنه فوق منزلة العبودية ، بل رفعه فوق منزلته { فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } بأنه عبد الله ورسوله وبينت لمن جادلك ما عندك من الأدلة الدالة على أنه عبد أنعم الله عليه ، دل على عناد من لم يتبعك في هذا العلم اليقيني ، فلم يبق في مجادلته فائدة تستفيدها ولا يستفيدها هو ، لأن الحق قد تبين ، فجداله فيه جدال معاند مشاق لله ورسوله ، قصده اتباع هواه ، لا اتباع ما أنزل الله ، فهذا ليس فيه حيلة ، فأمر الله نبيه أن ينتقل إلى مباهلته وملاعنته ، فيدعون الله ويبتهلون إليه أن يجعل لعنته وعقوبته على الكاذب من الفريقين ، هو وأحب الناس إليه من الأولاد والأبناء والنساء ، فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فتولوا وأعرضوا ونكلوا ، وعلموا أنهم إن لاعنوه رجعوا إلى أهليهم وأولادهم فلم يجدوا أهلاً ولا مالاً وعوجلوا بالعقوبة ، فرضوا بدينهم مع جزمهم ببطلانه ، وهذا غاية الفساد والعناد ، فلهذا قال تعالى { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِٱلْمُفْسِدِينَ } فيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة ، وأخبر تعالى { إِنَّ هَـٰذَا } الذي قصه الله على عباده هو { ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ } وكل قصص يقص عليهم مما يخالفه ويناقضه فهو باطل { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ } فهو المألوه المعبود حقاً الذي لا تنبغي العبادة إلا له ، ولا يستحق غيره مثقال ذرة من العبادة { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الذي قهر كل شيء وخضع له كل شيء { ٱلْحَكِيمُ } الذي يضع الأشياء مواضعها ، وله الحكمة التامة في ابتلاء المؤمنين بالكافرين ، يقاتلونهم ويجادلونهم ويجاهدونهم بالقول والفعل .