Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 81-82)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق النبيين وعهدهم المؤكد بسبب ما أعطاهم من كتاب الله المنزل ، والحكمة الفاصلة بين الحق والباطل والهدى والضلال ، إنه إن بعث الله رسولاً مصدقاً لما معهم أن يؤمنوا به ويصدقوه ويأخذوا ذلك على أممهم ، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أوجب الله عليهم أن يؤمن بعضهم ببعض ، ويصدق بعضهم بعضاً لأن جميع ما عندهم هو من عند الله ، وكل ما من عند الله يجب التصديق به والإيمان ، فهم كالشيء الواحد ، فعلى هذا قد علم أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم ، فكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لو أدركوه لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته ، وكان هو إمامهم ومقدمهم ومتبوعهم ، فهذه الآية الكريمة من أعظم الدلائل على علو مرتبته وجلالة قدره ، وأنه أفضل الأنبياء وسيدهم صلى الله عليه وسلم لما قررهم تعالى { قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا } أي : قبلنا ما أمرتنا به على الرأس والعين { قَالَ } الله لهم : { فَٱشْهَدُواْ } على أنفسكم وعلى أممكم بذلك ، قال { وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ } العهد والميثاق المؤكد بالشهادة من الله ومن رسله { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } فعلى هذا كل من ادعى أنه من أتباع الأنبياء كاليهود والنصارى ومن تبعهم ، فقد تولوا عن هذا الميثاق الغليظ ، واستحقوا الفسق الموجب للخلود في النار إن لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم .