Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 33-35)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ } مرض ، أو خوف من هلاك ، ونحوه . { دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } ونسوا ما كانوا به يشركون في تلك الحال ، لعلمهم أنه لا يكشف الضر إلا اللّه . { ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً } شفاهم من مرضهم ، وآمنهم من خوفهم ، { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } ينقضون تلك الإنابة التي صدرت منهم ، ويشركون به مَنْ لا دفع عنهم ولا أغنى ، ولا أفقر ولا أغنى ، وكل هذا كفر بما آتاهم اللّه ومَنَّ به عليهم ، حيث أنجاهم ، وأنقذهم من الشدة ، وأزال عنهم المشقة ، فهلاّ قابلوا هذه النعمة الجليلة ، بالشكر والدوام على الإخلاص له في جميع الأحوال ؟ { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً } أي : حجة ظاهرة { فَهُوَ } أي : ذلك السلطان ، { يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } ويقول لهم : اثبتوا على شرككم ، واستمروا على شككم ، فإن ما أنتم عليه هو الحق ، وما دعتكم الرسل إليه باطل . فهل ذلك السلطان موجود عندهم ، حتى يوجب لهم شدة التمسك بالشرك ؟ أم البراهين العقلية والسمعية ، والكتب السماوية ، والرسل الكرام ، وسادات الأنام ، قد نهوا أشد النهي عن ذلك ، وحذروا من سلوك طرقه الموصلة إليه ، وحكموا بفساد عقل ودين من ارتكبه ؟ . فشرك هؤلاء بغير حجة ولا برهان ، وإنما هو أهواء النفوس ، ونزغات الشيطان .