Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 57-58)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما أمر تعالى بتعظيم رسوله صلى اللّه عليه وسلم ، والصلاة والسلام عليه ، نهى عن أذيته ، وتوعد عليها فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } وهذا يشمل كل أذية ، قولية أو فعلية ، من سب وشتم ، أو تنقص له ، أو لدينه ، أو ما يعود إليه بالأذى . { لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا } أي : أبعدهم وطردهم ، ومن لعنهم [ في الدنيا ] ، أنه يحتم قتل من شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وآذاه . { وَٱلآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } جزاء له على أذاه ، أن يؤذى بالعذاب الأليم ، فأذية الرسول ليست كأذية غيره ، لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يؤمن العبد باللّه ، حتى يؤمن برسوله صلى اللّه عليه وسلم . وله من التعظيم الذي هو من لوازم الإيمان ، ما يقتضي ذلك أن لا يكون مثل غيره . وإن كانت أذية المؤمنين عظيمة ، وإثمها عظيماً ، ولهذا قال فيها : { وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ } أي : بغير جناية منهم موجبة للأذى { فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ } على ظهورهم { بُهْتَاناً } حيث آذوهم بغير سبب { وَإِثْماً مُّبِيناً } حيث تعدوا عليهم ، وانتهكوا حرمة أمر اللّه باحترامها . ولهذا كان سبُّ آحاد المؤمنين موجباً للتعزير ، بحسب حالته وعلو مرتبته ، فتعزير مَنْ سبَّ الصحابة أبلغ ، وتعزير مَنْ سبَّ العلماء وأهل الدين أعظم من غيرهم .