Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 63-68)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : يستخبرك الناس عن الساعة استعجالاً لها ، وبعضهم تكذيباً . لوقوعها ، وتعجيزاً للذي أخبر بها . { قُلْ } لهم : { إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ } أي : لا يعلمها إلا اللّه ، فليس لي ولا لغيرى بها علم ، ومع هذا ، فلا تستبطؤوها . { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } ومجرد مجيء الساعة ، قرباً وبعداً ، ليس تحته نتيجة ولا فائدة ، وإنما النتيجة والخسار والربح ، والشقا والسعادة ، هل يستحق العبد العذاب ، أو يستحق الثواب ؟ فهذه سأخبركم بها ، وأصف لكم مستحقها . فوصف مستحق العذاب ، ووصف العذاب ، لأن الوصف المذكور منطبق على هؤلاء المكذبين بالساعة ، فقال : { إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَافِرِينَ } [ أي : ] الذين صار الكفر دأبهم وطريقتهم الكفر باللّه وبرسله ، وبما جاؤوا به من عند اللّه ، فأبعدهم في الدنيا والآخرة من رحمته ، وكفى بذلك عقاباً ، { وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } أي : ناراً موقدة ، تسعر في أجسامهم ، ويبلغ العذاب إلى أفئدتهم ، ويخلدون في ذلك العذاب الشديد ، فلا يخرجون منه ، ولا يُفَتَّر عنهم ساعة . ولا يجدون وليّاً فيعطيهم ما طلبوه { وَلاَ نَصِيراً } يدفع عنهم العذاب ، بل قد تخلى عنهم الولي النصير ، وأحاط بهم عذاب السعير ، وبلغ منهم مبلغاً عظيماً ، ولهذا قال : { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } فيذوقون حرها ، ويشتد عليهم أمرها ، ويتحسرون على ما أسلفوا . { يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } فسلمنا من هذا العذاب ، واستحققنا كالمطيعين جزيل الثواب . ولكن أمنية فات وقتها ، فلم تفدهم إلا حسرة وندماً ، وهمّاً ، وغماً ، وألماً . { وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا } وقلدناهم على ضلالهم ، { فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } . كقوله تعالى : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً * يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي } الآية [ الفرقان : 27 - 29 ] . ولما علموا أنهم هم وكبراءهم مستحقون للعقاب ، أرادوا أن يشتفوا ممن أضلوهم ، فقالوا : { رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } فيقول اللّه لكل ضعف ، فكلكم اشتركتم في الكفر والمعاصي ، فتشتركون في العقاب ، وإن تفاوت عذاب بعضكم على بعض بحسب تفاوت الجرم .