Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 42-43)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : وأقسم هؤلاء ، الذين كذبوك يا رسول اللّه ، قسماً اجتهدوا فيه بالأيمان الغليظة . { لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } أي : أهدى من اليهود والنصارى [ أهل الكتب ] ، فلم يفوا بتلك الإقسامات والعهود . { فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } لم يهتدوا ، ولم يصيروا أهدى من إحدى الأمم ، بل لم يدوموا على ضلالهم الذي كان ، بل { مَّا زَادَهُمْ } ذلك { إِلاَّ نُفُوراً } وزيادة ضلال وبغي وعناد . وليس إقسامهم المذكور ، لقصد حسن ، وطلب للحق ، وإلاّ لوفقوا له ، ولكنه صادر عن استكبار في الأرض على الخلق وعلى الحق ، وبهرجة في كلامهم هذا ، يريدون به المكر والخداع ، وأنهم أهل الحق ، الحريصون على طلبه ، فيغتر به المغترون ، ويمشي خلفهم المقتدون . { وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ } الذي مقصوده مقصود سيِّئ ، ومآله وما يرمي إليه سيِّئ باطل { إِلاَّ بِأَهْلِهِ } فمكرهم إنما يعود عليهم ، وقد أبان اللّه لعباده في هذه المقالات وتلك الإقسامات ، أنهم كذبة في ذلك مزورون ، فاستبان خزيهم ، وظهرت فضيحتهم ، وتبين قصدهم السيئ ، فعاد مكرهم في نحورهم ، ورد اللّه كيدهم في صدورهم . فلم يبق لهم إلا انتظار ما يحل بهم من العذاب ، الذي هو سُنّة اللّه في الأولين ، التي لا تبدل ولا تغير ، أن كل مَنْ سار في الظلم والعناد والاستكبار على العباد ، أن يحل به نقمته ، وتسلب عنه نعمته ، فَلْيَتَرَقَّبْ هؤلاء ، ما فعل بأولئك .