Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 84-84)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه الحالة أفضل أحوال العبد ، أن يجتهد في نفسه على امتثال أمر الله من الجهاد وغيره ، ويحرض غيره عليه ، وقد يعدم في العبد الأمران أو أحدهما ، فلهذا قال لرسوله : { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } أي : ليس لك قدرة على غير نفسك ، فلن تكلف بفعل غيرك . { وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } على القتال ، وهذا يشمل كل أمر يحصل به نشاط المؤمنين وقوة قلوبهم ، من تقويتهم ، والإخبار بضعف الأعداء ، وفشلهم ، وبما أُعد للمقاتلين من الثواب ، وما على المتخلفين من العقاب ، فهذا وأمثاله كله يدخل في التحريض على القتال . { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي : بقتالكم في سبيل الله ، وتحريض بعضكم بعضاً . { وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً } أي : قوة وعزة { وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } بالمذنب في نفسه ، وتنكيلاً لغيره ، فلو شاء تعالى لانتصر من الكفار بقوته ولم يجعل لهم باقية . ولكن من حكمته يبلو بعض عباده ببعض ليقوم سوق الجهاد ، ويحصل الإيمان النافع ، إيمان الاختيار ، لا إيمان الاضطرار والقهر الذي لا يفيد شيئاً .