Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 53-55)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما ذكر ما جرى لموسى وفرعون ، وما آل إليه أمر فرعون وجنوده ، ثم ذكر الحكم العام الشامل له ولأهل النار ، ذكر أنه أعطى موسى { ٱلْهُدَىٰ } أي : الآيات ، والعلم الذي يهتدي به المهتدون . { وَأَوْرَثْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ } أي : جعلناه متوارثاً بينهم ، من قرن إلى آخر ، وهو التوراة ، وذلك الكتاب مشتمل على الهدى الذي هو العلم بالأحكام الشرعية وغيرها ، وعلى التذكر للخير بالترغيب فيه ، وعن الشر بالترهيب عنه ، وليس ذلك لكل أحد ، وإنما هو { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } . { فَٱصْبِرْ } يا أيها الرسول كما صبر من قبلك من أولي العزم المرسلين . { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي : ليس مشكوكاً فيه ، أو فيه ريب أو كذب ، حتى يعسر عليك الصبر ، وإنما هو الحق المحض ، والهدى الصرف ، الذي يصبر عليه الصابرون ، ويجتهد في التمسك به أهل البصائر . فقوله : { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } من الأسباب التي تحث على الصبر على طاعة الله وعن ما يكره الله . { وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ } المانع لك من تحصيل فوزك وسعادتك ، فأمره بالصبر الذي فيه يحصل المحبوب ، وبالاستغفار الذي فيه دفع المحذور ، وبالتسبيح بحمد الله تعالى خصوصاً { بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ } اللذين هما أفضل الأوقات ، وفيهما من الأوراد والوظائف الواجبة والمستحبة ما فيهما ، لأن في ذلك عوناً على جميع الأمور .