Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-5)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا قسم بالقرآن على القرآن ، فأقسم بالكتاب المبين وأطلق ، ولم يذكر المتعلق ، ليدل على أنه مبين لكل ما يحتاج إليه العباد من أمور الدنيا والدين والآخرة . { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً } هذا المقسم عليه ، أنه جُعِل بأفصح اللغات وأوضحها وأبينها ، وهذا من بيانه . وذكر الحكمة في ذلك فقال : { لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ألفاظه ومعانيه لتيسرها وقربها من الأذهان . { وَإِنَّهُ } أي : هذا الكتاب { لَدَيْنَا } في الملأ الأعلى في أعلى الرتب وأفضلها { لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } أي : لعليٌّ في قدره وشرفه ومحله ، حكيم فيما يشتمل عليه من الأوامر والنواهي والأخبار ، فليس فيه حكم مخالف للحكمة والعدل والميزان . ثم أخبر تعالى أن حكمته وفضله يقتضي أن لا يترك عباده هملاً ، لا يرسل إليهم رسولاً ، ولا ينزل عليهم كتاباً ، ولو كانوا مسرفين ظالمين فقال : { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً } أي : أفنعرض عنكم ، ونترك إنزال الذكر إليكم ، ونضرب عنكم صفحاً ، لأجل إعراضكم ، وعدم انقيادكم له ؟ بل ننزل عليكم الكتاب ، ونوضح لكم فيه كل شيء ، فإن آمنتم به واهتديتم ، فهو من توفيقكم ، وإلا قامت عليكم الحجة ، وكنتم على بيّنة من أمركم .