Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 74-78)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ } الذين أجرموا بكفرهم وتكذيبهم { فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ } أي : منغمرون فيه ، محيط بهم العذاب من كل جانب ، { خَالِدُونَ } فيه ، لا يخرجون منه أبداً ، و { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } العذاب ساعة ، بإزالته ، ولا بتهوين عذابه ، { وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } أي : آيسون من كل خير ، غير راجين للفرج ، وذلك أنهم ينادون ربهم فيقولون : { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ المؤمنون : 107 - 108 ] وهذا العذاب العظيم ، بما قدمت أيديهم ، وبما ظلموا به أنفسهم . واللّه لم يظلمهم ولم يعاقبهم بلا ذنب ولا جرم . { وَنَادَوْاْ } وهم في النار ، لعلهم يحصل لهم استراحة ، { يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } أي : ليمتنا فنستريح ، فإننا في غمٍّ شديد ، وعذاب غليظ ، لا صبر لنا عليه ولا جلد . فـ { قَالَ } لهم مالك خازن النار - حين طلبوا منه أن يدعو اللّه لهم أن يقضي عليهم - : { إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } أي : مقيمون فيها ، لا تخرجون عنها أبداً ، فلم يحصل لهم ما قصدوه ، بل أجابهم بنقيض قصدهم ، وزادهم غماً إلى غمهم ، ثم وبخهم بما فعلوا فقال : { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ } الذي يوجب عليكم أن تتبعوه فلو تبعتموه ، لفزتم وسعدتم ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } فلذلك شقيتم شقاوة لا سعادة بعدها .