Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 81-83)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : قل يا أيها الرسول الكريم ، للذين جعلوا للّه ولداً ، وهو الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً ، ولم يكن له كفواً أحد . { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } لذلك الولد ، لأنه جزء من والده ، وأنا أول الخلق انقياداً للأمور المحبوبة للّه ، ولكني أوّل المنكرين لذلك ، وأشدهم له نفياً ، فعلم بذلك بطلانه ، فهذا احتجاج عظيم عند مَنْ عرف أحوال الرسل ، وأنه إذا علم أنهم أكمل الخلق ، وأن كل خير فهم أوّل الناس سبقاً إليه ، وتكميلاً له ، وكل شر فهم أوّل الناس تركاً له وإنكاراً له وبعداً منه ، فلو كان على هذا للرحمن ولد وهو الحق ، لكان محمد بن عبد اللّه ، أفضل الرسل أول مَنْ عبده ، ولم يسبقه إليه المشركون . ويحتمل أن معنى الآية : لو كان للرحمن ولد ، فأنا أوّل العابدين للّه ، ومن عبادتي للّه ، إثبات ما أثبته ، ونفي ما نفاه ، فهذا من العبادة القولية الاعتقادية ، ويلزم من هذا ، لو كان حقاً ، لكنت أوّل مثبت له ، فعلم بذلك بطلان دعوى المشركين وفسادها ، عقلاً ونقلاً . { سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } من الشريك والظهير ، والعوين ، والولد ، وغير ذلك ، مما نسبه إليه المشركون . { فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ } أي : يخوضوا بالباطل ، ويلعبوا بالمحال ، فعلومهم ضارة غير نافعة ، وهي الخوض والبحث بالعلوم التي يعارضون بها الحق وما جاءت به الرسل ، وأعمالهم لعب وسفاهة ، لا تزكي النفوس ، ولا تثمر المعارف . ولهذا توعدهم بما أمامهم من يوم القيامة فقال : { حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } فسيعلمون فيه ماذا حصّلوا ، وما حَصَلوا عليه من الشقاء الدائم ، والعذاب المستمر .