Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 8-9)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : { إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ } أيها الرسول الكريم { شَٰهِداً } لأمتك بما فعلوه من خير وشر ، وشاهداً على المقالات والمسائل ، حقها وباطلها ، وشاهداً لله تعالى بالوحدانية والانفراد بالكمال من كل وجه ، { وَمُبَشِّراً } من أطاعك وأطاع الله بالثواب الدنيوي والديني والأخروي ، ومنذراً من عصى الله بالعقاب العاجل والآجل ، ومن تمام البشارة والنذارة ، بيان الأعمال والأخلاق التي يبشر بها وينذر ، فهو المبين للخير والشر ، والسعادة والشقاوة ، والحق من الباطل ، ولهذا رتب على ذلك قوله : { لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } أي : بسبب دعوة الرسول لكم ، وتعليمه لكم ما ينفعكم ، أرسلناه لتقوموا بالإيمان بالله ورسوله ، المستلزم ذلك لطاعتهما في جميع الأمور . { وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ } أي : تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي : تعظموه وتجلوه ، وتقوموا بحقوقه ، كما كانت له المنة العظيمة برقابكم ، { وَتُسَبِّحُوهُ } أي : تسبحوا لله { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } أول النهار وآخره ، فذكر الله في هذه الآية الحق المشترك بين الله وبين رسوله ، وهو الإيمان بهما ، والمختص بالرسول ، وهو التعزير والتوقير ، والمختص بالله ، وهو التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها .