Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 87-88)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ } من المطاعم والمشارب ، فإنها نِعَم أنعم الله بها عليكم ، فاحمدوه إذ أحلها لكم ، واشكروه ولا تردوا نعمته بكفرها أو عدم قبولها ، أو اعتقاد تحريمها ، فتجمعون بذلك بين القول على الله الكذب ، وكفر النعمة ، واعتقاد الحلال الطيب حراماً خبيثاً ، فإن هذا من الاعتداء . والله قد نهى عن الاعتداء فقال : { وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } بل يبغضهم ويمقتهم ويعاقبهم على ذلك . ثم أمر بضد ما عليه المشركون ، الذين يحرمون ما أحل الله فقال : { وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلاً طَيِّباً } أي : كلوا من رزقه الذي ساقه إليكم ، بما يسره من الأسباب ، إذا كان حلالاً لا سرقة ولا غصباً ولا غير ذلك من أنواع الأموال التي تؤخذ بغير حق ، وكان أيضاً طيباً ، وهو الذي لا خبث فيه ، فخرج بذلك الخبيث من السباع والخبائث . { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في امتثال أوامره ، واجتناب نواهيه . { ٱلَّذِيۤ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ } فإن إيمانكم بالله يوجب عليكم تقواه ومراعاة حقه ، فإنه لا يتم إلا بذلك . ودلت الآية الكريمة على أنه إذا حرم حلالاً عليه ، من طعام وشراب ، وسرية وأمة ، ونحو ذلك ، فإنه لا يكون حراماً بتحريمه ، لكن لو فعله فعليه كفارة يمين ، كما قال تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ } الآية [ التحريم : 1 ] . إلاّ أن تحريم الزوجة فيه كفارة ظهار ، ويدخل في هذه الآية أنه لا ينبغي للإنسان أن يتجنب الطيبات ويحرمها على نفسه ، بل يتناولها مستعيناً بها على طاعة ربه .