Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 19-22)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : { وَجَاءَتْ } هذا الغافل المكذب بآيات الله { سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ } الذي لا مرد له ولا مناص ، { ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } أي : تتأخر وتنكص عنه ، { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ } أي : اليوم الذي يلحق الظالمين ما أوعدهم الله به من العقاب ، والمؤمنين ما وعدهم به من الثواب . { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ } يسوقها إلى موقف القيامة ، فلا يمكنها أن تتأخر عنه ، { وَشَهِيدٌ } يشهد عليها بأعمالها ، خيرها وشرها ، وهذا يدل على اعتناء الله بالعباد ، وحفظه لأعمالهم ، ومجازاته لهم بالعدل ، فهذا الأمر ، مما يجب أن يجعله العبد منه على بال ، ولكن أكثر الناس غافلون ، ولهذا قال : { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } أي : يقال للمعرض المكذب يوم القيامة هذا الكلام توبيخاً ، ولوماً وتعنيفاً أي : لقد كنت مكذباً بهذا ، تاركاً للعمل له فالآن { فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ } الذي غطى قلبك ، فكثر نومك ، واستمر إعراضك ، { فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } ينظر ما يزعجه ويروعه من أنواع العذاب والنكال . أو هذا خطاب من الله للعبد فإنه في الدنيا في غفلة عما خلق له ، ولكنه يوم القيامة ، ينتبه ويزول عنه وسنه ، ولكنّه في وقت لا يمكنه أن يتدارك الفارط ، ولا يستدرك الفائت ، وهذا كله تخويف من الله للعباد ، وترهيب ، بذكر ما يكون على المكذبين في ذلك اليوم العظيم .