Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 1-6)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا قسم من الله الصادق في قيله ، بهذه المخلوقات العظيمة التي جعل الله فيها من المصالح والمنافع ما جعل على أن وعده صدق ، وأن الدين الذي هو يوم الجزاء والمحاسبة على الأعمال ، لواقع لا محالة ، ما له من دافع ، فإذا أخبر به الصادق العظيم وأقسم عليه ، وأقام الأدلة والبراهين عليه ، فلم يكذب به المكذبون ، ويعرض عن العمل له العاملون . والمراد بالذاريات : هي الرياح التي تذروا في هبوبها { ذَرْواً } بلينها ، ولطفها ، وقوتها ، وإزعاجها ، { فَٱلْحَامِلاَتِ وِقْراً } السحاب ، تحمل الماء الكثير ، الذي ينفع الله به البلاد والعباد ، و { فَٱلْجَارِيَاتِ يُسْراً } : النجوم التي تجري على وجه اليسر والسهولة ، فتتزين بها السماوات ، ويهتدى بها في ظلمات البر والبحر ، وينتفع بالاعتبار بها ، { فَٱلْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } : الملائكة التي تقسم الأمر وتدبره بإذن الله ، فكل منهم قد جعله الله على تدبير أمر من أمور الدنيا وأمور الآخرة ، لا يتعدى ما قدر له وما حُدّ ورسم ، ولا ينقص منه .