Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 1-13)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى بحال الواقعة التي لا بد من وقوعها ، وهي القيامة التي { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } أي : لا شك فيها ، لأنها قد تظاهرت عليها الأدلة العقلية والسمعية ، ودلّت عليها حكمته تعالى ، { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } أي : خافضة لأناس في أسفل سافلين ، رافعة لأناس في أعلى عليين ، أو خفضت بصوتها فأسمعت القريب ، ورفعت فأسمعت البعيد . { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } أي : حركت واضطربت ، { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } أي : فتتت ، { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } فأصبحت الأرض ليس عليها جبل ولا معلم ، قاعاً صفصفاً ، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، { وَكُنتُمْ } أيها الخلق { أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } أي : انقسمتم ثلاث فرق بحسب أعمالكم الحسنة والسيئة ، ثم فصل أحوال الأزواج الثلاثة ، فقال : { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } تعظيم لشأنهم ، وتفخيم لأحوالهم ، { وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } أي : الشمال ، { مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } تهويل لحالهم . { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ * أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } أي : السابقون في الدنيا إلى الخيرات ، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات . أولئك الذين هذا وصفهم ، المقربون عند الله ، في جنات النعيم ، في أعلى عليين ، في المنازل العاليات ، التي لا منزلة فوقها . وهؤلاء المذكورون { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } أي : جماعة كثيرون من المتقدمين من هذه الأمة وغيرهم .