Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 63-67)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا امتنان منه على عباده ، يدعوهم به إلى توحيده وعبادته والإنابة إليه ، حيث أنعم عليهم بما يسره لهم من الحرث للزروع والثمار ، فتخرج من ذلك من الأقوات والأرزاق والفواكه ، ما هو من ضروراتهم وحاجاتهم ومصالحهم ، التي لا يقدرون أن يحصوها ، فضلاً عن شكرها ، وأداء حقها ، فقررهم بمنته ، فقال : { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ } أي : أأنتم أخرجتموه نباتاً من الأرض ؟ أم أنتم الذين نميتموه ؟ أم أنتم الذين أخرجتم سنبله وثمره حتى صار حباً حصيداً وثمراً نضيجاً ؟ أم الله الذي انفرد بذلك وحده ، وأنعم به عليكم ؟ وأنتم غاية ما تفعلون أن تحرثوا الأرض وتشقوها وتلقوا فيها البذر ، ثم بعد ذلك لا علم عندكم بما يكون بعد ذلك ، ولا قدرة لكم على أكثر من ذلك ومع ذلك ، فنبههم على أن ذلك الحرث معرض للأخطار لولا حفظ الله وإبقاؤه لكم بلغةً ومتاعاً إلى حين ، فقال : { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ } أي : الزرع المحروث وما فيه من الثمار { حُطَاماً } أي : فتاتاً متحطماً ، لا نفع فيه ولا رزق ، { فَظَلْتُمْ } أي : فصرتم بسبب جعله حطاماً ، بعد أن تعبتم فيه وأنفقتم النفقات الكثيرة { تَفَكَّهُونَ } أي : تندمون وتحسرون على ما أصابكم ، ويزول بذلك فرحكم وسروركم وتفكهكم ، فتقولون : { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } أي : إنا قد نقصنا وأصابتنا مصيبة اجتاحتنا . ثم تعرفون بعد ذلك من أين أتيتم ، وبأي سبب دهيتم ، فتقولون : { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } فاحمدوا الله تعالى حيث زرعه الله لكم ، ثم أبقاه وكمله لكم ، ولم يرسل عليه من الآفات ما به تحرمون نفعه وخيره .