Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 11-11)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا تأديب من الله لعباده المؤمنين ، إذا اجتمعوا في مجلس من مجالس مجتمعاتهم ، واحتاج بعضهم أو بعض القادمين عليهم للتفسح له في المجلس ، فإن من الأدب أن يفسحوا له تحصيلاً لهذا المقصود . وليس ذلك بضار للجالس شيئاً ، فيحصل مقصود أخيه من غير ضرر يلحقه هو ، والجزاء من جنس العمل ، فإن من فسح فسح الله له ، ومن وسع لأخيه وسع الله عليه . { وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ } أي : ارتفعوا وتنحوا عن مجالسكم لحاجة تعرض ، { فَانشُزُواْ } أي : فبادروا للقيام لتحصيل تلك المصلحة ، فإن القيام بمثل هذه الأمور من العلم والإيمان ، والله تعالى يرفع أهل العلم والإيمان درجات ، بحسب ما خصهم الله به ، من العلم والإيمان . { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } فيجازي كل عامل بعمله ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر . وفي هذه الآية فضيلة العلم ، وأن زينته وثمرته التأدب بآدابه والعمل بمقتضاه .