Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 22-22)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي : لا يجتمع هذا وهذا ، فلا يكون العبد مؤمناً بالله واليوم الآخر حقيقة ، إلا كان عاملاً على مقتضى الإيمان ولوازمه ، من محبة من قام بالإيمان وموالاته ، وبغض من لم يقم به ومعاداته ، ولو كان أقرب الناس إليه . وهذا هو الإيمان على الحقيقة ، الذي وجدت ثمرته والمقصود منه ، وأهل هذا الوصف هم الذين كتب الله في قلوبهم الإيمان أي : رسمه وثبَّته وغرسه غرساً ، لا يتزلزل ، ولا تؤثر فيه الشبه والشكوك . وهم الذين قواهم الله بروح منه أي : بوحيه ومعونته ، ومدده الإلهي وإحسانه الرباني . وهم الذين لهم الحياة الطيبة في هذه الدار ، ولهم جنات النعيم في دار القرار ، التي فيها من كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وتختار ، ولهم أكبر النعيم وأفضله ، وهو أن الله يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبداً ، ويرضون عن ربهم بما يعطيهم من أنواع الكرامات ، ووافر المثوبات ، وجزيل الهبات ، ورفيع الدرجات بحيث لا يرون فوق ما أعطاهم مولاهم غاية ، ولا فوقه نهاية . وأمَّا من يزعم أنه يؤمن بالله واليوم الآخر ، وهو مع ذلك مُوَادٌّ لأعداء الله ، محب لمن ترك الإيمان وراء ظهره ، فإن هذا إيمان زَعْمِيٌّ لا حقيقة له ، فإن كل أمر لا بدّ له من برهان يصدقه ، فمجرد الدعوى لا تفيد شيئاً ولا يصدق صاحبها .