Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 13-14)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا إخبار من الله بسعة علمه ، وشمول لطفه ، فقال : { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ } أي : كلها سواء لديه ، لا يخفى عليه منها خافية ، فـ { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } أي : بما فيها من النيات ، والإرادات ، فكيف بالأقوال والأفعال ، التي تسمع وترى ؟ ! ثم قال - مستدلاً بدليل عقلي على علمه - : { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } فمن خلق الخلق وأتقنه وأحسنه ، كيف لا يعلمه ؟ ! { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } الذي لطف علمه وخبره ، حتى أدرك السرائر والضمائر ، والخبايا [ والخفايا والغيوب ] ، وهو الذي { يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى } [ طه : 7 ] ومن معاني اللطيف ، أنه الذي يلطف بعبده ووليه ، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر ، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب ، ويرقيه إلى أعلى المراتب ، بأسباب لا تكون من [ العبد ] على بال ، حتى إنه يذيقه المكاره ، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة ، والمقامات النبيلة .