Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 23-26)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى - مبيناً أنه المعبود وحده ، وداعياً عباده إلى شكره ، وإفراده بالعبادة - : { قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ } أي : أوجدكم من العدم ، من غير معاون له ولا مظاهر ، ولما أنشأكم ، كمل لكم الوجود بالسمع والأبصار والأفئدة ، التي هي أنفع أعضاء البدن ، وأكمل القوى الجسمانية ، ولكنه مع هذا الإنعام { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } الله ، قليل منكم الشاكر ، وقليل منكم الشكر . { قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي : بثكم في أقطارها ، وأسكنكم في أرجائها ، وأمركم ، ونهاكم ، وأسدى عليكم من النعم ، ما به تنتفعون ، ثم بعد ذلك يحشركم ليوم القيامة ، ولكن هذا الوعد بالجزاء ، ينكره هؤلاء المعاندون { وَيَقُولُونَ } تكذيباً : { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } جعلوا علامة صدقهم أن يخبروا بوقت مجيئه ، وهذا ظلم وعناد ، فإنما العلم عند الله لا عند أحد من الخلق ، ولا ملازمة بين صدق هذا الخبر وبين الإخبار بوقته ، فإن الصدق يعرف بأدلته ، وقد أقام الله من الأدلة والبراهين على صحته ما لا يبقى معه أدنى شك لمن ألقى السمع وهو شهيد .