Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 34-41)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى بما أعده للمتقين للكفر والمعاصي ، من أنواع النعيم والعيش السليم في جوار أكرم الأكرمين ، وأن حكمته تعالى لا تقتضي أن يجعل المسلمين القانتين لربهم ، المنقادين لأوامره ، المتبعين لمراضيه كالمجرمين الذين أوضعوا في معاصيه ، والكفر بآياته ، ومعاندة رسله ، ومحاربة أوليائه ، وأن من ظن أنه يسويهم في الثواب ، فإنه قد أساء الحكم ، وأن حكمه حكمٌ باطل ، ورأيه فاسد ، وأن المجرمين إذا ادعوا ذلك ، فليس لهم مستند ، لا كتاب فيه يدرسون [ ويتلون ] أنهم من أهل الجنة ، وأن لهم ما طلبوا وتخيروا . وليس لهم عند الله عهد ويمين بالغة إلى يوم القيامة أن لهم ما يحكمون ، وليس لهم شركاء وأعوان على إدراك ما طلبوا ، فإن كان لهم شركاء وأعوان فليأتوا بهم إن كانوا صادقين ، ومن المعلوم أن جميع ذلك منتفٍ ، فليس لهم كتاب ، ولا لهم عهد عند الله في النجاة ، ولا لهم شركاء يعينونهم ، فعلم أن دعواهم باطلة فاسدة ، وقوله : { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } أي : أيهم الكفيل بهذه الدعوى الفاسدة ، فإنه لا يمكن التصدر بها ، ولا الزعامة فيها .