Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 205-206)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الذكر للّه تعالى يكون بالقلب ، ويكون باللسان ، ويكون بهما ، وهو أكمل أنواع الذكر وأحواله ، فأمر اللّه عبده ورسوله محمداً أصلاً وغيره تبعاً بذكر ربه في نفسه ، أي : مخلصاً خالياً . { تَضَرُّعاً } أي : متضرعاً بلسانك ، مكرراً لأنواع الذكر ، { وَخِيفَةً } في قلبك بأن تكون خائفاً من اللّه ، وَجِلَ القلب منه ، خوفاً أن يكون عملك غير مقبول ، وعلامة الخوف أن يسعى ويجتهد في تكميل العمل وإصلاحه ، والنصح به . { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } أي : كن متوسطاً ، لا تجهر بصلاتك ، ولا تخافت بها ، وابتغ بين ذلك سبيلاً . { بِٱلْغُدُوِّ } أول النهار { وَٱلآصَالِ } آخره ، وهذان الوقتان لذكر الله فيهما مزية وفضيلة على غيرهما . { وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ } الذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم ، فإنهم حرموا خير الدنيا والآخرة ، وأعرضوا عمن كل السعادة والفوز في ذكره وعبوديته ، وأقبلوا على من كل الشقاوة والخيبة في الاشتغال به ، وهذه من الآداب التي ينبغي للعبد أن يراعيها حق رعايتها ، وهي الإكثار من ذكر اللّه آناء الليل والنهار ، خصوصاً طَرَفيِ النهار ، مخلصاً خاشعاً متضرعاً ، متذللاً ساكناً ، وتواطئا عليه قلبه ولسانه ، بأدب ووقار ، وإقبال على الدعاء والذكر ، وإحضار له بقلبه وعدم غفلة ، فإن اللّه لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه . ثم ذكر تعالى أن له عباداً مستديمين لعبادته ، ملازمين لخدمته وهم الملائكة ، فلتعلموا أن اللّه لا يريد أن يتكثر بعبادتكم من قلة ، ولا ليتعزز بها من ذلة ، وإنما يريد نفع أنفسكم ، وأن تربحوا عليه أضعاف أضعاف ما عملتم ، فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ } من الملائكة المقربين ، وحملة العرش والكروبيين { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } بل يذعنون لها وينقادون لأوامر ربهم { وَيُسَبِّحُونَهُ } الليل والنهار لا يفترون . { وَلَهُ } وحده لا شريك له { يَسْجُدُونَ } فليقتد العباد بهؤلاء الملائكة الكرام ، وليداوموا [ على ] عبادة الملك العلام .