Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 1-4)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : { قُلْ } يا أيها الرسول للناس { أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ } صرفهم الله [ إلى رسوله ] لسماع آياته ، لتقوم عليهم الحجة ، [ وتتم عليهم النعمة ] ويكونوا نذراً لقومهم . وأمر الله رسوله ، أن يقص نبأهم على الناس ، وذلك أنهم لما حضروه ، قالوا : أنصتوا ، فلما أنصتوا فهموا معانيه ، ووصلت حقائقه إلى قلوبهم ، { فَقَالُوۤاْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً } أي : من العجائب الغالية ، والمطالب العالية . { يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ } والرشد : اسم جامع لكل ما يرشد الناس إلى مصالح دينهم ودنياهم ، { فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً } فجمعوا بين الإيمان الذي يدخل فيه جميع أعمال الخير ، وبين التقوى ، [ المتضمنة لترك الشر ] وجعلوا السبب الداعي لهم إلى الإيمان وتوابعه ، ما علموه من إرشادات القرآن ، وما اشتمل عليه من المصالح والفوائد واجتناب المضار ، فإن ذلك آية عظيمة ، وحجة قاطعة ، لمن استنار به ، واهتدى بهديه ، وهذا الإيمان النافع ، المثمر لكل خير ، المبني على هداية القرآن ، بخلاف إيمان العوائد ، والمربى والإلف ونحو ذلك ، فإنه إيمان تقليد تحت خطر الشبهات والعوارض الكثيرة ، { وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا } أي : تعالت عظمته وتقدست أسماؤه ، { مَا ٱتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً } فعلموا من جد الله وعظمته ، ما دلّهم على بطلان من يزعم أن له صاحبةً أو ولداً ، لأن له العظمة والكمال في كل صفة كمال ، واتخاذ الصاحبة والولد ينافي ذلك ، لأنه يضاد كمال الغنى . { وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً } أي : قولاً جائراً عن الصواب ، متعدياً للحد ، وما حمله على ذلك إلا سفهه وضعف عقله ، وإلا فلو كان رزيناً مطمئناً لعرف كيف يقول .