Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 1-15)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أقسم تعالى على البعث والجزاء بالأعمال ، بالمرسلات عرفاً ، وهي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشؤونه القدرية وتدبير العالم ، وبشئونه الشرعية ووحيه إلى رسله . و { عُرْفاً } حال من المرسلات أي : أرسلت بالعرف والحكمة والمصلحة ، لا بالنكر والعبث . { فَٱلْعَاصِفَاتِ عَصْفاً } وهي [ أيضاً ] الملائكة التي يرسلها الله تعالى ، وصفها بالمبادرة لأمره ، وسرعة تنفيذ أوامره ، كالريح العاصف ، أو : أن العاصفات ، الرياح الشديدة ، التي يسرع هبوبها . { وٱلنَّاشِرَاتِ نَشْراً } يحتمل أنها الملائكة ، تنشر ما دبرت على نشره ، أو أنها السحاب التي يُنشِر بها الله الأرض ، فيحييها بعد موتها . { فَٱلْمُلْقِيَٰتِ ذِكْراً } هي الملائكة ، تلقي أشرف الأوامر ، وهو الذكر الذي يرحم الله به عباده ، ويذكرهم فيه منافعهم ومصالحهم ، تلقيه إلى الرسل ، { عُذْراً أَوْ نُذْراً } أي : إعذاراً وإنذاراً للناس ، تنذر الناس ما أمامهم من المخاوف ، وتقطع معذرتهم ، فلا يكون لهم حجة على الله . { إِنَّمَا تُوعَدُونَ } من البعث والجزاء على الأعمال { لَوَٰقِعٌ } أي : متحتم وقوعه ، من غير شك ولا ارتياب . فإذا وقع حصل من التغير للعالم والأهوال الشديدة ما يزعج القلوب ، وتشتد له الكروب ، فتنطمس النجوم أي : تتناثر وتزول عن أماكنها وتنسف الجبال ، فتكون كالهباء المنثور ، وتكون هي والأرض قاعاً صفصفاً ، لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً ، وذلك اليوم هو اليوم الذي أقتت فيه الرسل ، وأجلت للحكم بينها وبين أممها ، ولهذا قال : { لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ } استفهام للتعظيم والتفخيم والتهويل . ثم أجاب بقوله : { لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ } [ أي : ] بين الخلائق ، بعضهم لبعض ، وحساب كل منهم منفرداً ، ثم توعد المكذب بهذا اليوم ، فقال : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } أي : يا حسرتهم ، وشدة عذابهم ، وسوء منقلبهم ، أخبرهم الله ، وأقسم لهم ، فلم يصدقوه ، فاستحقوا العقوبة البليغة .