Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 46-50)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا تهديد ووعيد للمكذبين ، أنهم وإن أكلوا في الدنيا وشربوا وتمتعوا باللذات ، وغفلوا عن القربات ، فإنهم مجرمون ، يستحقون ما يستحقه المجرمون ، فستنقطع عنهم اللذات ، وتبقى عليهم التبعات ، ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا بالصلاة التي هي أشرف العبادات ، وقيل لهم : { ٱرْكَعُواْ } امتنعوا من ذلك . فأيُّ إجرام فوق هذا ؟ وأيُّ تكذيب يزيد على هذا ؟ ! ! { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } ومن الويل عليهم أنهم تنسد عليهم أبواب التوفيق ، ويحرمون كل خير ، فإنهم إذا كذبوا هذا القرآن الكريم ، الذي هو أعلى مراتب الصدق واليقين على الإطلاق . { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } أبالباطل الذي هو كاسمه ، لا يقوم عليه شبهة فضلاً عن الدليل ؟ أم بكلام كل مشرك كذاب أفاك مبين ؟ فليس بعد النور المبين إلا دياجي الظلمات ، ولا بعد الصدق الذي قامت الأدلة والبراهين على صدقه إلا الكذب الصراح والإفك المبين ، الذي لا يليق إلا بمن يناسبه . فتباً لهم ما أعماهم ! وويحاً لهم ، ما أخسرهم وأشقاهم ! .