Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 34-41)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : إذا جاءت القيامة الكبرى ، والشدة العظمى ، التي يهون عندها كل شدة ، فحينئذ يذهل الوالد عن ولده ، والصاحب عن صاحبه [ وكل محب عن حبيبه ] . و { يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } في الدنيا ، من خير وشر ، فيتمنى زيادة مثقال ذرة في حسناته ، ويغمّه ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته . ويعلم إذ ذاك أن مادة ربحه وخسرانه ما سعاه في الدنيا ، وينقطع كل سبب ووصلة كانت في الدنيا ، سوى الأعمال . { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } أي : جعلت في البراز ، ظاهرة لكل أحد ، قد برزت لأهلها ، واستعدت لأخذهم ، منتظرة لأمر ربها . { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } أي : جاوز الحد ، بأن تجرأ على المعاصي الكبار ، ولم يقتصر على ما حده الله . { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } على الآخرة ، فصار سعيه لها ، ووقته مستغرقاً في حظوظها وشهواتها ، ونسي الآخرة وترك العمل لها . { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } [ له ] أي : المقر والمسكن لمن هذه حاله ، { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } أي : خاف القيام عليه ومجازاته بالعدل ، فأثَّر هذا الخوف في قلبه فنهى نفسه عن هواها الذي يقيدها عن طاعة الله ، وصار هواه تبعاً لما جاء به الرسول ، وجاهد الهوى والشهوة الصادّين عن الخير ، { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ } [ المشتملة على كل خير وسرور ونعيم ] { هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } لمن هذا وصفه .