Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 120-121)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى - حاثاً لأهل المدينة المنورة من المهاجرين ، والأنصار ، ومن حولهم من الأعراب ، الذين أسلموا فحسن إسلامهم - : { مَا كَانَ لأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ } أي : ما ينبغي لهم ذلك ، ولا يليق بأحوالهم . { وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ } في بقائها وراحتها ، وسكونه { عَن نَّفْسِهِ } الكريمة الزكية ، بل النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فعلى كل مسلم أن يفدي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه ويقدمه عليها ، فعلامة تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته والإيمان التام به ، أن لا يتخلفوا عنه ، ثم ذكر الثواب الحامل على الخروج ، فقال : { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ } أي : المجاهدين في سبيل اللّه { لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ } أي : تعب ومشقة { وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي : مجاعة . { وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ } من الخوض لديارهم والاستيلاء على أوطانهم ، { وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً } كالظفر بجيش أو سرية أو الغنيمة لمال { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ } لأن هذه آثار ناشئة عن أعمالهم . { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } الذين أحسنوا في مبادرتهم إلى أمر الله ، وقيامهم بما عليهم من حقه وحق خلقه ، فهذه الأعمال آثار من آثار عملهم . ثم قال : { وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً } في ذهابهم إلى عدوهم { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } . ومن ذلك هذه الأعمال ، إذا أخلصوا فيها للّه ، ونصحوا فيها ، ففي هذه الآيات أشد ترغيب وتشويق للنفوس إلى الخروج إلى الجهاد في سبيل اللّه ، والاحتساب لما يصيبهم فيه من المشقات ، وأن ذلك لهم رفعة درجات ، وأن الآثار المترتبة على عمل العبد له فيها أجر كبير .