Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 124-126)

Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : مبيناً حال المنافقين ، وحال المؤمنين عند نزول القرآن ، وتفاوت ما بين الفريقين فقال : { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } فيها الأمر والنهي ، والخبر عن نفسه الكريمة ، وعن الأمور الغائبة ، والحث على الجهاد . { فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً } أي : حصل الاستفهام لمن حصل له الإيمان بها من الطائفتين . قال تعالى - مبيناً الحال الواقعة - : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً } بالعلم بها ، وفهمها واعتقادها ، والعمل بها ، والرغبة في فعل الخير ، والانكفاف عن فعل الشر . { وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } أي : يبشر بعضهم بعضاً بما منَّ اللّه عليهم من آياته ، والتوفيق لفهمها والعمل بها . وهذا دال على انشراح صدورهم لآيات اللّه ، وطمأنينة قلوبهم ، وسرعة انقيادهم لما تحثهم عليه . { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي : شك ونفاق { فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } أي : مرضاً إلى مرضهم ، وشكاً إلى شكهم ، من حيث إنهم كفروا بها وعاندوها وأعرضوا عنها ، فازداد لذلك مرضهم ، وترامى بهم إلى الهلاك { وَ } الطبع على قلوبهم ، حتى { مَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ } . وهذا عقوبة لهم ، لأنهم كفروا بآيات اللّه وعصوا رسوله ، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه . قال تعالى - موبخاً لهم على إقامتهم على ما هم عليه من الكفر والنفاق - : { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ } بما يصيبهم من البلايا والأمراض ، وبما يبتلون من الأوامر الإلهية التي يراد بها اختبارهم . { ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ } عما هم عليه من الشر { وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } ما ينفعهم ، فيفعلونه ، وما يضرهم ، فيتركونه . فالله تعالى يبتليهم - كما هي سنته في سائر الأمم - بالسراء والضراء وبالأوامر والنواهي ليرجعوا إليه ، ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون . وفي هذه الآيات دليل على أن الإيمان يزيد وينقص ، وأنه ينبغي للمؤمن أن يتفقد إيمانه ويتعاهده ، فيجدده وينميه ، ليكون دائماً في صعود .