Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 8-11)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : { كَيْفَ } يكون للمشرّكين عند اللّه عهد وميثاق { وَ } الحال أنهم { إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ } بالقدرة والسلطة ، لا يرحموكم ، و { لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً } أي : لا ذمة ولا قرابة ، ولا يخافون اللّه فيكم ، بل يسومونكم سوء العذاب ، فهذه حالكم معهم لو ظهروا . ولا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم ، فإنهم { يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ } الميل والمحبة لكم ، بل هم الأعداء حقاً ، المبغضون لكم صدقاً ، { وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ } لا ديانة لهم ولا مروءة . { ٱشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } أي : اختاروا الحظ العاجل الخسيس في الدنيا على الإيمان باللّه ورسوله ، والانقياد لآيات اللّه . { فَصَدُّواْ } بأنفسهم ، وصدوا غيرهم { عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً } أي لأجل عداوتهم للإيمان وأهله . فالوصف الذي جعلهم يعادونكم لأجله ويبغضونكم ، هو الإيمان ، فذبوا عن دينكم ، وانصروه واتخذوا من عاداه لكم عدواً ومن نصره لكم ولياً ، واجعلوا الحكم يدور معه وجوداً وعدماً لا تجعلوا الولاية والعداوة طبيعية تميلون بهما ، حيثما مال الهوى ، وتتبعون فيهما النفس الأمارة بالسوء ، ولهذا : { فَإِن تَابُواْ } عن شركهم ، ورجعوا إلى الإيمان { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِي ٱلدِّينِ } وتناسوا تلك العداوة إذ كانوا مشركين ، لتكونوا عباد اللّه المخلصين ، وبهذا يكون العبد عبداً حقيقة . لما بين من أحكامه العظيمة ما بين ، ووضح منها ما وضح ، أحكاماً وحِكَماً وحُكْماً وحكمة قال : { وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ } أي : نوضحها ونميزها { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } فإليهم سياق الكلام ، وبهم تعرف الآيات والأحكام ، وبهم عرف دين الإسلام وشرائع الدين . اللهم اجعلنا من القوم الذين يعلمون ، ويعملون بما يعلمون ، برحمتك وجودك وكرمك [ وإحسانك يا رب العالمين ] .