Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 97, Ayat: 1-5)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مبيناً لفضل القرآن وعلو قدره : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ } كما قال تعالى : { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } [ الدخان : 3 ] وذلك أن الله [ تعالى ] ، ابتدأ بإنزاله في رمضان [ في ] ليلة القدر ، ورحم الله بها العباد رحمةً عامة ، لا يقدر العباد لها شكراً . وسميت ليلة القدر ، لعظم قدرها وفضلها عند الله ، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق والمقادير القدرية . ثم فخّم شأنها ، وعظم مقدارها ، فقال : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ } أي : فإن شأنها جليل ، وخطرها عظيم ، { لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي : تعادل من فضلها ألف شهر ، فالعمل الذي يقع فيها ، خير من العمل في ألف شهر [ خالية منها ] ، وهذا مما تتحير فيه الألباب ، وتندهش له العقول ، حيث منَّ تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى ، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر ، عمر رجل معمر عمراً طويلاً ، نيفاً وثمانين سنة . { تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا } أي : يكثر نزولهم فيها { مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ } أي : سالمة من كل آفة وشر ، وذلك لكثرة خيرها ، { حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ } أي : مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر . وقد تواترت الأحاديث في فضلها ، وأنها في رمضان ، وفي العشر الأواخر منه ، خصوصاً في أوتاره ، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة . ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان ، رجاء ليلة القدر [ والله أعلم ] .