Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 99, Ayat: 1-8)
Tafsir: Taysīr al-karīm ar-raḥmān fī tafsīr kalām al-mannān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عما يكون يوم القيامة ، وأن الأرض تتزلزل وترجف وترتج ، حتى يسقط ما عليها من بناء وعَلَمٍ . فتندك جبالها ، وتُسوَّى تلالها ، وتكون قاعاً صفصفاً لا عوج فيه ولا أمتَ . { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } أي : ما في بطنها ، من الأموات والكنوز ، { وَقَالَ ٱلإِنسَانُ } إذا رأى ما عراها من الأمر العظيم مستعظماً لذلك : { مَا لَهَا } ؟ أي : أيُّ شيءٍ عرض لها ؟ { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ } الأرض { أَخْبَارَهَا } أي : تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر ، فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم ، ذلك { بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا } [ أي ] وأمرها أن تخبر بما عمل عليها ، فلا تعصي لأمره . { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ } من موقف القيامة ، حين يقضي الله بينهم { أَشْتَاتاً } أي : فرقاً متفاوتين . { لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ } أي : ليريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات ، ويريهم جزاءه موفراً . { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } وهذا شامل عام للخير والشر كله ، لأنه إذا رأى مثقال الذرة ، التي هي أحقر الأشياء ، [ وجوزي عليها ] فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى ، كما قال تعالى : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً } [ آل عمران : 30 ] { وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً } [ الكهف : 49 ] . وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلاً ، والترهيب من فعل الشر ولو حقيراً .