Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 1-1)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم : تأويله أنا الله أرى . ذكر من قال ذلك : حدثنا يحيى بن داود بن ميمون الواسطي ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، في قوله : { الر } : أنا الله أرى . حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي الضحى عن ابن عباس ، قوله : { الر } قال : أنا الله أرى . وقال آخرون : هي حروف من اسم الله الذي هو الرحمن . ذكر من قال ذلك : حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه ، قال : ثنا عليّ بن الحسين ، قال : ثني أبي ، عن يزيد ، عن عكرمة عن ابن عباس : « الر ، وحم ، ونون » حروف الرحمن مقطعة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا عيسى بن عبيد عن الحسين بن عثمان ، قال : ذكر سالم بن عبد الله : « الر ، وحم ونون » فقال : اسم الرحمن مقطع . ثم قال : الرحمن . حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا أبي حماد ، قال : ثنا مندل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، قال : « الر ، وحم ، ونون » هو اسم الرحمن . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا سويد بن عمرو الكلبي ، عن أبي عوانة ، عن إسماعيل بن سالم ، عن عامر أنه سئل عن : « الر ، وحم ، وص » قال : هي أسماء الله مقطعة بالهجاء ، فإذا وصلتها كانت اسماً من أسماء الله تعالى . وقال آخرون : هي اسم من أسماء القرآن . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { الر } اسم من أسماء القرآن . وقد ذكرنا اختلاف الناس وما إليه ذهب كلّ قائل في الذي قال فيه ، وما الصواب لدينا من القول في ذلك في نظيره ، وذلك في أوّل سورة البقرة ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع . وإنما ذكرنا في هذا الموضع القدر الذي ذكرنا لمخالفة من ذكرنا قوله في هذا قول في الم ، فأما الذين وفقوا بين معاني جميع ذلك ، فقد ذكرنا قولهم هناك مكتفيا عن الإعادة ههنا . القول في تأويل قوله تعالى : { تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الحَكِيمِ } . واختلف في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : تلك آيات التوراة . ذكر من قال ذلك : حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا سفيان ، عن مجاهد : { تِلْكَ آياتُ الكِتابِ الحَكِيمِ } قال : التوراة والإنجيل . قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة : { تِلْكَ آياتُ الكِتابِ } قال : الكتب التي كانت قبل القرآن . وقال آخرون : معنى ذلك : هذه آيات القرآن . وأولى التأويلين في ذلك بالصواب تأويل من تأوّله : هذه آيات القرآن ، ووجه معنى « تلك » إلى معنى « هذه » ، وقد بيَّنا وجه توجيه تلك إلى هذا المعنى في سورة البقرة بما أغنى عن إعادته . والآيات الأعلام ، والكتاب اسم من أسماء القرآن ، وقد بيَّنا كلّ ذلك فيما مضى قبل . وإنما قلنا هذا التأويل أولى في ذلك بالصواب ، لأنه لم يجيءْ للتوراة والإنجيل قبل ذكر ولا تلاوة بعده فيوجه إليه الخبر ، فإذا كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام : والرحمن هذه آيات القرآن الحكيم . ومعنى « الحكيم » في هذا الموضع : « المحكم » صرف مفعل إلى فعيل ، كما قيل عذاب أليم ، بمعنى مؤلم ، وكما قال الشاعر : @ أمنْ رَيحانةَ الدَّاعي السَّميعُ @@ وقد بيَّنا ذلك في غير موضع من الكتاب . فمعناه إذا : تلك آيات الكتاب المحكم الذي أحكمه الله وبيَّنه لعباده ، كما قال جلّ ثناؤه : { الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }